مرابعنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2 Empty مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2

مُساهمة من طرف زهد الحياة الثلاثاء ديسمبر 23, 2008 12:43 pm





باب القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض؟
أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن الجيم والنون تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنة الليلُ. وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور. وأن الإنس من الظهور. يقولون: آنَسْت الشيء: أبصرته. وَعَلَى هَذَا سائرُ كلام العَرَب، عَلم ذَلِكَ من عَلِم وجَهِلَه من جهل. قلنا: وهذا أيضاً مبنيٌ عَلَى مَا تقدم من قولنا فِي التوقيف. فإن الَّذِي وقّفنا عَلَى أن الاجتنان الستر هو الَّذِي وقّفنا عَلَى أن الجنّ مشتق منه. وَلَيْسَ لَنَا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير مَا قالوه، ولا أن نقيس قياساً لَمْ يقيسوه، لأن فِي ذَلِكَ فسادَ اللغة وبُطلان حقائقها. ونكنةُ الباب أن اللغة لا تؤخذ قياساً نَقيسهُ الآن نحن.
باب القول فِي اختلاف لغات العرب
اختلاف لغات العرب من وجوه:
أحدها: الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
والوجه الآخر: الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء:
ومَنْ يتَّقْ فإنّ الله معْهُ ورزق الله مُؤْتابٌ وغادِ
ووجه أخر: وهو الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". أنشد الفرّاء:
أُلا لِك قومي لَمْ يكونوا أُشابَة ًوهل يعِظُّ الضِّلّيلَ إلا أُلالكا
ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
ومن ذَلِكَ: الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزؤن" و "مستهزُوْن".
ومنه: الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
ومنها: الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "وصدَدْت" و "أَصْدَدْت".
ومنها: الاختلاف فِي الحرف الصحيح يبدلُ حرفاً معتلاً نحو "أما زيد" و "أَيْما زيد".
ومنها: الاختلاف فِي الإمالة والتفخيم فِي مثل "قضى" و "رمى" فبعضهم بفخّم وبعضهم يُميل.
ومنها: الاختلاف فِي الحرف الساكن يستقبله مثله، فمنهم من يكسر الأول ومنهم من يضمّ، فيقولون: "اشتَرَوُ الضلالة" و "اشتَرَوِ الضلالة".
ومنها: الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَه النخيل" و "هَذَا النخيل".
ومنها: الاختلاف فِي الإدغام نحو "مهتدون" و "مُهَدُّون".
ومنها: الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ. وينشدون:
تزوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أذناه ضربةً دَعَتْه إِلَى هابي التراب عقيمِ
وذهب بعض أهل العلم إِلَى أن الإعراب يقتضي أن يقال: "إِن هذان" قال: وذلك أن "هَذَا" اسم منهوك، ونُهْكهُ أنه عَلَى حرفين أحدهما حرف علة وهي الألف وها كلمة تنبيه ليست من الاسم فِي شيء، فلما ثُنّي احتيج إِلَى ألف التثنية، فلم يوصل إليها لسكون الألف الأصلية، واحتيج إِلَى حذف أحديهما فقالوا: إِن حذَفنا الألف الأصلية بقي الاسم عَلَى حرف واحد، وإن أسقطنا ألِفَ التثنية كَانَ فِي النون منها عوض ودلالة عَلَى معنى التثنية، فحذفوا ألف التثنية. فلما كَانَتْ الألف الباقية هي ألف الاسم، واحتاجوا إِلَى إعراب التثنية - لَمْ يغيروا الألف عن صورتها لأن الإعراب واختلافه فِي التثنية والجمع إنما يقع عَلَى الحرف الَّذِي هو علامة التثنية والجمع، فتركوها عَلَى حالها فِي النصب والخفض. قال: ومما يدلّ عَلَى هَذَا المذهب قوله جلّ ثناؤه: "فذانك برهانان من ربّك" لَمْ تحذف النون - وَقَدْ أضيفت - لأنه لو حذفت النون لذهب معنى التثنية أصلاً، لأنه لَمْ تكن للتثنية ها هنا علامة إِلاَّ النون وحدها، فإذا حذفت أشبهت الواحد لذهاب علامة التثنية.
ومنها: الاختلاف فِي صورة الجمع نحو: "أسرى" و "أُسارى".
ومنها: الاختلاف فِي التحقيق والاختلاس محو "يأمُرُكم" و"يأمُرْكم" و "عُفِيَ لَهُ" و "عُفْي لَهُ".
ومنها: الاختلاف فِي الوقف عَلَى هاء التأنيث مثل "هَذِهِ أُمَّهْ" و "هَذِهِ أمَّتْ".
ومنها: الاختلاف فِي الزّيادة نحو "أَنْظُرُ" و "أَنظورُ". أنشد الفراء:
الله يعلم أَنَّا فِي تلفُّتنا يوم الفراق إِلَى جيراننا صُورُ
وأنَّني حَيْثُ مَا يَثْنِي الهوى بَصري من حَيْثُ مَا سلكوا أدنو فأنظورُ
وكلّ هَذِهِ اللغات مسماة منسوبة إِلَى أصحابها، لكن هَذَا موضع اختصار، وهي وإن كَانَتْ لقوم دون قوم فإنها لما انتشرت تَعاوَرَها كلٌّ.
ومن الاختلاف: اختلاف التضادِّ، وذلك قول حِمْيَر للقائم "ثبْ" أي اقعد. فحدثنا علي بن إبراهيم القطَّان عن المفسر عن القتيبي عن إبراهيم بن مسلم عن الزبير عن ظَمْياء بنت عبد العزيز بن مَوألة قالت: حدثني أبي عن جدّي موألة أن عامر بن الطُّفيْل قدم عَلَى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فَوَثَّبَهُ وِسادة، يريد فرشه إياها وأجلسه عَلَيْهَا. والوِثاب: الفراش بلغة حِمْيَر. قال: وهم يسمّون الملك إِذَا كَانَ لا يغزو "موثَبان" يريدون أن يطيل الجلوس ولا يغزو، ويقولون للرجل "ثب" أي اجلس. وروي أن زيد بن عبد الله بن دارِم وفد عَلَى بعض ملوك حِمْيَر فألْفاه فِي مُتَصَيَّد لَهُ عَلَى جبل مُشْرِف، فسلم عَلَيْهِ وانتسب له، فقال لَهُ الملك "ثب" أي اجلس، وظن الرجل أنه أمره بالوثوب من الجبل فقال: "لتجدني أَيُّها الملك مِطْواعاً" ثُمَّ وثب من الجبل فهلك، فقال: الملك: مَا شأنه؟ فخبروه بقصته وغلطه في الكلمة، فقال: "أما إنه ليست عندنا عرَبيتْ: من دخل ظفار حمَر".




يتبع بإذن الله تعالى ...

زهد الحياة
زهد الحياة
نجم مرابعنا
نجم مرابعنا

عدد المساهمات : 473
المزاج : ضياااااااااااع كبير
تاريخ التسجيل : 20/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2 Empty رد: مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2

مُساهمة من طرف نور القمر الأربعاء ديسمبر 24, 2008 4:02 am

يعطيك العافية والصحة
عزوووووووفتي

ونحن بانتظار البقية باذن الله
نور القمر
نور القمر
المشرفة المسؤولة عن شؤون المرابع

عدد المساهمات : 141
المزاج : تااايه
تاريخ التسجيل : 18/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2 Empty رد: مختارات من كتاب الصاحبي في فقه اللغة لأحمد بن فارس ــ ج2

مُساهمة من طرف زهد الحياة الثلاثاء يناير 06, 2009 12:13 pm






الله يعافيك نور

تسلمي ، بإذن الله قريبا




زهد الحياة
زهد الحياة
نجم مرابعنا
نجم مرابعنا

عدد المساهمات : 473
المزاج : ضياااااااااااع كبير
تاريخ التسجيل : 20/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى